مقام الأربعين المكان الذي حدث فيه اول جريمة بشرية
مقام الأربعين يوجد في أعلى جبل قاسيون في حي ركن الدين في العاصمة السورية “دمشق” ولكي تصل إلى هذا المقام بقبته الخضراء والذي يطل بأطلالته الجميلة والساحرة على العاصمة دمشق عليك أن تصعد حوالي ستمئة وخمسون درجة، ويوجد داخل هذا المقام مغارة سميت مغارة الدم وسميت بهذا الأسم لأنه يقال قابيل قتل أخاه هابيل وشهدت هذه المغارة أول جريمة بشرية تحدث في التاريخ وفي هذه المغارة صخرة يميل لونها إلى اللون الأحمر والتي شربت الدم الذي سال من هابيل وفي زوايا المغارة توجد شهقة الجبل الذي يظهر فيه شكل اللسان والأسنان وهذا يدل على أن الجبل شهق من وهل الجريمة عندما قابيل قتل أخاه، وفي سقف المغارة يوجد آثار كف ظهرت عليه علامات الأصابع ويقال أنه كف الملك جبريل لأن الجبل كاد أن يسقط على قابيل عندما قتل أخاه لكن الملك جبريل وضع كفه على السقف ومنعه من السقوط وبقيت آثار كفه إلى يومنا هذا، وأيضاً يوجد شق صغير في سقف المغارة ينقط منها قطرات ماء يقال أن المغارة حزنت وبكيت على هابيل الذي قُتلَ وهذه القطرات هي دموع المغارة، وماعرف قابيل كيف يوارى جثة أخيه حتى حمله في جراب على ظهره وسار به أياماً حتى بعث الله غرابين فاقتتلا فقتل أحدهما صاحبه، ثم حفر به بمنقاره ووارى جثته تحت التراب وهنا استشعر قابيل الندم والحسرة فقال (ياويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأوراي سوءة أخي) وذكرت هذه القصة بالقرآن الكريم في سورة المائدة، فقام بدفن أخيه في منطقة الزبداني على سفح جبل ولقد كان هابيل أول من قتل على ظهر الأرض.
ويعرف أيضاً من أجداد الشام بأن أربعين ولياً كانوا يصعدون إلى هذه المغارة ويتعبدون فيها وسمي بمقام وجبل الأربعين نسبة لهم.
وفي هذا المقام يوجد مصلى يقام فيه الصلوت الخمس، وأصبح هذا المقام يقصدونه أهالي دمشق من كل مكان رغم بعده ووجوده في المناطق العشوائية ودرجاته العديدة مختلفة الطول والعرض بهدف مشاهدة هذه المغارة والحدث التاريخي الذي حصل فيها، وايضاً للجلوس في أعلى الجبل للإستمتاع بإطلالة هذا المقام الرائع على العاصمة دمشق.